مستقبل الهواتف الذكية

Wednesday, December 28, 2016

مستقبل الهواتف الذكية



بدأت التكنولوجيا التي توفرها الهواتف الذكية المحمولة، تحلّ مكانَ أنشطة أخرى كان يقوم بها المستخدمون، فبعد أن كانت الهواتف الذكية تقتصر ادوارها على تلقي المكالمات وارسال الرسائل النصية، تطورت شيئا فشيئا وشهدنا دخول الكاميرات الى الهواتف بالإضافة الى تطبيقات عديدة منها البريد الالكتروني الذي يعتبر من اهم التطبيقات بالنسبة للمستخدمين، كل هذه التطورات حصلت في العشر السنوات الاخيرة، بحيث أصبح الاعتماد عليها في كلّ المجالات وكلّ نواحي الحياة، أمراً لا يمكن التخلّي عنه.

اكتسبت الهواتف الذكية شعبية واسعة في السنوات القليلة الماضية، خصوصاً بعد ظهور شاشات اللمس التي جعلت من عملية استخدام الهاتف، أمراً في غاية السهولة. وهذا التطوّر للهاتف جعل منه أكثر من مجرد أداة اتصال لاسلكية لإجراء المكالمات، وأصبح رفيقاً مثاليّاً لكلّ مستخدم، ونافذته لدخول عالم الإنترنت الفسيح.

وأكثر التقنيات الجديدة التي نشاهدها الآن في الهواتف الذكية، مثل التطوير الكبير في شكل وتصميم الهواتف، ودقة الكاميرا وغيرها، هي أفكار وبراءات اختراع عمرها لا يقل عن عامين تقريبا، لذلك من المتوقع أن نشاهد الكثير من التقنيات الجديدة في الهواتف الذكية خلال العام 2017 وهي أفكار تمتلكها الشركات بالفعل من الآن.


مستقبل الأجهزة الذكية مع المتصفحات وليس مع التطبيقات.



سوف يكون التركيز على التطبيقات المُصغّرة Micro Appsأو التي تُعرف باسم Botsوالتي تعمل داخل بعض التطبيقات مثل فيسبوك مسنجر، وبالتالي يقضي المستخدم حوائجه أثناء إجراء المحادثات دون مغادرة التطبيق، وهذا الكلام ينطبق أيضًا على تطبيقات مثل تيليجرام Telegramللمحادثات الفورية، وخدمة iMessageالموجودة داخل نظام iOSمن شركة آبل.

إلا أن تلك التطبيقات المُصغّرة ليست الصيحة الجديدة الوحيدة، بل هناك صيحة أُخرى لا تتطلب الكثير من التغييرات على العناصر الموجودة حاليًا، والتي في نفس الوقت نستخدمها بشكل يومي ونقضي جُل وقتنا بداخلها أيضًا.
المتصفحات Browsers جزء لا يتجزء أبدًا من التطبيقات اليومية التي نلجأ إليها، والتي نقضي وقت طويل جدًا بداخلها، فبالنسبة لنا هي عبارة عن مساحة كبيرة لعرض المحتوى، يعلوها شريط العنوان أو البحث، وأسفلها أزرار الرجوع للخلف أو حفظ الصفحة بالمفضلة Bookmarksأو Favouriteكما يحلوا لمايكروسوفت تسميّتها. لكن العلامة الفارقة لا تكمن في اسم المتصفح، فهنا الحديث ليس فقط عن سفاري، أو جوجل كروم، أو أوبرا، أو فايرفوكس، بل هناك مُتصفحات بتجربة استخدام أفضل تواكب العصر الاجتماعي الذي نعيشه حاليًا.

فيسبوك، أو توتير، أو واتسآب، ما هي إلا أمثلة على المُتصفحات الجديدة التي تُسيطر على الويب في يومنا الحالي، فكثيرًا ما تظهر لنا روابط لأخبار أو مقالات نقوم بالضغط عليها لقراءتها بشكل فوري من داخل التطبيق دون الحاجة لمغادرة التطبيق أبدًا. وتتميّز هذه المتصفحات بكونها هي من تُقدّم المحتوى لنا، ففي السابق كنا كمستخدمين بحاجة للبحث عن الروابط أو زيارة كل موقع لوحده للوصول إلى رابط جديد، لكن الآن وأثناء تصفح الشريط الزمني Timeline تظهر روابط تقترحها فيسبوك مثلًا، أو روابط قام الأصدقاء بمشاركتها أو تسجيل إعجابهم بها، وبالتالي المُحتوى أصبح مُقارب جدًا للذوق العام للمُستخدم.

هذا الأمر ينطبق أيضًا على تطبيقات المحادثات الفورية مثل واتس آب أو تيليجرام التي أصبحت هي الأُخرى وسيلة لمشاركة الروابط مع وجود مُتصفح مُدمج بداخلها يسمح لنا بقراءة كل شيء دون مغادرة التطبيق. بعض الدراسات أكّدت أن المستخدم في أمريكا وصل إلى مرحلة لا يقوم فيها بتثبيت أي تطبيق جديد خلال الشهر، أي أن مُعدّل تحميله للتطبيقات يُقارب الصفر، لكنه شيء مُبرر بسبب إمكانية الوصول إلى جميع الروابط عبر الشبكات الاجتماعية عوضًا عن تثبيت تطبيق لكل موقع.

جميع ما سبق يشمل موضوع قراءة الأخبار أو المقالات، أو الوصول إلى بعض الروابط التي تُفيد في العمل عند استخدام تطبيق مثل Slackالذي يوفر منصّة للتواصل بين أعضاء فرق العمل، لكن الإنترنت أكبر من ذلك! هذه التفكير صحيح 100٪، وهنا يأتي دور الصيحة الأولى التي تحدثنا عليها وهي التطبيقات المُصغّرة. فمثلًا وللاستماع للموسيقى يمكن للمستخدم التوجه إلى تطبيق سبوتيفاي Spotify على سبيل المثال لا الحصر للوصول إلى محتوى جديد أو تشغيل المحتوى المُفضّل، لكن وباستخدام التطبيقات المُصغّرة يمكن إتمام هذه العملية من داخل فيسبوك مسنجر. هذا ليس كل شيء، فهناك Botsعلى تيليجرام تسمح للمستخدم بتشغيل الموسيقى دون كتابة أي شيء، فالتطبيق يقوم بعرض الخيارات لتشغيل ما يُفضّله المستخدم، مع وجود خوارزميات للتعلم الذاتي، وبالتالي وعند الرغبة في سماع الموسيقى من جديد، لن يحتاج المستخدم إلى القيام بأي شيء أبدًا.

باختصار، الويب أو صفحات الإنترنت كانت وما تزال الوجهة الأكثر أهمية على جميع الأجهزة، فلم تعد أنظمة تشغيل مثل أندرويد أو iOSتمتلك تلك الأهمية أمام شبكة الويب التي تُعتبر نظام التشغيل الأمثل والأكثر شمولية.

هذا بدوره لا يعني أبدًا أن التطبيقات الموجهة لنظام التشغيل بدون أهمية، فللوصول إلى المحتوى نحتاج إلى تثبيت فيسبوك، أو واتسآب، أو تيليجرام وسلاك. لكن الحاجة إلى تطبيق مُنفصل تبقى في الأدوات التي تتطلب بالفعل معالجة أمور مُعقّدة مثل إجراء اتصالات مرئية بين المُستخدمين، أو إرسال صور ومقاطع فيديو مثلما هو الحال في سناب شات، لكن الوظائف الأكثر شيوعًا يمكن أن تتم عبر المُتصفح نفسه خصوصًا في ظل ثورة الاتصالات التي تطوّرت في جميع أنحاء العالم تقريبًا.


تقنيات جديدة متوقع أن نشاهدها في الهواتف الذكية.


1- تقنية بصمة العين.
قريباً جداً سيتم استخدام بصمة قزحية العين كوسيلة أمان اضافية للهواتف الذكية، ولإن بصمة العين لا تتكرر ابداُ مثل بصمة الإصبع، من المتوقع أن تلاقي نجاح ملحوظ عند طرحها قريباً.
2- هواتف يمكن طيها.
الهواتف القابلة للطي نتحدث عنها منذ ثلاث سنوات تقريباً، ولكن يبدو أننا اقتربنا من الأمتار الاخيرة لظهور هذه التقنية على بعض الهواتف الذكية حيث يتحول الهاتف الى ما يشبه قطعة الورق المقوى الممكن طيها وتقليص حجمها.
3- هواتف ضد الكسر.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن شاشات هواتف لا تتعرض للكسر أبداً مهما اصطدمت بأرضيات صلبة، ومع بدء التجارب الفعلية لهذه الشاشات، من المتوقع أن نشاهد قريباُ جداُ هاتف لا تنكسر شاشته أبداُ.
 4- هواتف بدون ذاكرة داخلية أو خارجية، فقط تخزين سحابي.
هذا ليس حلم بعيد، هناك هاتف بالفعل تم الكشف عنه مطلع العام يحمل اسم Nextbit Robin يعتمد على مساحة سحابية مجانية للمستخدم، وهو ما نتوقع أن يتم التوسع به مستقبلاً لنشاهد هواتف بلا مساحة داخلية أو ذاكرة خارجية ويكون الإعتماد بالكامل على مساحة سحابية افتراضية للمستخدم يخزن عليها كل ما يحتاجه.



تصاميم الهواتف الذكية.



بحسب "لرامون لا ماس"، وهو كبير محللي الأبحاث في شركة " IDC " للأجهزة التكنولوجية المحمولة والأكثر رواجاً، فشاشات الهواتف الذكية سيبقى حجمها بين 3.7 انش و4.3 انش. لأنها من الممكن ان تكون أرق وأخف وزنا، إلا أن السوق لا يرغب بالهواتف الصغيرة ويميل إلى الهواتف التي تملك شاشة بحجم 4.3 انش، وقد علق "لا ماس" على هذا الأمر هل يريد المستخدمون حمل لوحات في جيوبهم؟ ومع ذلك، من الممكن ألا يحصل المستهلكين على اسواق كافية للعرض، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع المصنعين للقيام بالعديد من المحاولات لتغيير أشكال الهواتف الجديد إلا أنها اصرت على ابقاء حجمه قريب جدا الى حجم الجيب.
فالتذكر هاتف " كيوسيرا"، فقد أثنينا على تصميمه القابل للطي، والشاشة المزدوجة المبتكرة، الا أن طريقة تفاعل البرامج مع الشاشتين شهدت العديد من المشاكل. ومع هذا، لم تقم الشركة بأي محاولات لتحسين تلك المشاكل، ويقول لا ماس من المتوقع أن نشاهد في المستقبل القريب تصاميم شبيهه جداً لهاتف "كيوسيرا" ولكن مع تنفيذ أفضل.

نتوقع ان نرى الهواتف بالشاشة المزدوجة في المستقبل على أن تكون رقيقة عند طيها كالهواتف التي تعمل عبر اللمس. ويتوقع "لا ماس" أيضا أن نرى هواتف بالإمكان ارتداؤها أكثر في السنوات القليلة المقبلة، لقد رأينا بالفعل "جيمس بوند" يرتدي ساعة اليد الذكية التي قام بتصميمها عدد قليل من الشركات مثل "إل جي"، ولكن تم الافراج عنها حصرا في أوروبا وآسيا. فالهواتف المستقبلية لن تكون مقتصرة فقط على شكل ساعة اليد.

 وخير مثال على الهواتف التي يمكن ارتداؤها مستقبلا هو جهاز "نوكيا مورف"، وهو عبارة عن مفهوم يعرض التعاون الحاصل بين مركز أبحاث "نوكيا" ومركز علم النانو في كامبريدج. ويستخدم مورف تكنولوجيا النانو لخلق مرونة، وانتاج جهاز إلكتروني مرن. ويتم تصنيع "مورف" من بروتينات ليفية التي تنسج شبكة ثلاثية الأبعاد، الامر الذي يتيح للهاتف كله بما فيها الشاشة التحرك والثني.



أبرز التوقعات عما ستكون عليه الهواتف الذكية في المستقبل.



- سيتغير شكل الهاتف في المستقبل، ولن يكون قطعة بلاستيكية، كما هو الحال الآن، لأنه سيتمتع بتصميمات مرنة أو زجاجية أو شفافة وقابلة للطيّ، أو حتى سيكون ارتداؤه مثل الخاتم في الأصبع متاحاً.
- ستُجَهَّز هواتف المستقبل بمواصفات خارقة لكاميرات محترفة وبطاريات لا تنفذ. وستزود بخواص أمنية تحميها من الاختراق والقرصنة.
- ستعتمد الهواتف المستقبلية على التقنية الثلاثية الأبعاد لعرض الصورة، ليشبه ما نراه في الحياة الواقعية.
- في المستقبل القريب ستصبح الهواتف الذكية بغنى عن مقبس كهربائي لشحنها، إذ سيكون من الكافي تعريض شاشتها لأشعة الشمس المباشرة، لشحن البطارية على الفور.
- ستكون الهواتف المحمولة مستقبلاً، أكثر قدرة على الفهم الذاتي، وتحليل البيئة المحيطة بنا، وتعطينا معلومات مفَصَّلة عن كلّ ما هو موجود حولنا، وإبراز المعلومات التي قد تهمّ كلّ مستخدم بحسب
اهتماماته. فالهواتف المحمولة المستقبلية ستكون قادرة على تعديل طريقة بثّ المعلومات بما يناسبك، وإعطاء الأولوية للأخبار التي تهمك.
- لن تكون وظيفة الهواتف المستقبلية فقط تخزين البيانات والاحتفاظ بها لاستدعائها عند الحاجة، بل سيتحوّل الهاتف إلى مسجِّل رقمي للأحداث والأماكن والتجارب التي تمرّ بها. وسيحفظ الهاتف كلَّ هذه المعلومات حتى لو لم تكن بحاجة اليها، ليسمح بالرجوع اليها عند الضرورة.
- الهواتف المستقبلية ستكون الوسيلة الوحيدة للدفع، وستحلّ مكان البطاقات الائتمانية. وعلى رغم انتشار هذه الوسيلة في الفترة الحالية، إلّا أنها ستكون أكثر أماناً وموثوقية.
- ستساعد الهواتف المستقبلية مستخدمها على فهم العالم من حوله بشكلٍ أفضل، لأنها ستتمكّن من ترجمة ما يقوله في الوقت الحقيقي وبلا أيّ تأخير ومهما كانت اللغة التي تتحدثها، الى أيّ لغة أخرى والعكس.
- ستتفاعل الهواتف بشكل أكبر مع الواقع، وستتصل مع كلّ الأجهزة التي يملكها المستخدم، مثل السيارة والمنزل بكلّ محتوياته. كذلك ستتفاعل هواتف المستقبل مع أجهزة مراقبة النشاط الحيوي للجسم، وإعطاء تقارير مفصَّلة للمستخدم عن حالته الصحية.
- ستتكامل هواتف المستقبل الذكية مع جسم الإنسان، وستكون مزوَّدَة بوحدات استشعار أو شرائح لتحديد هوية المستخدم.


Post a Comment

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري